حماس توافق على هدنة في غزة.. هل تمهد الطريق لإنهاء الحرب؟
في تطور جديد، أعلنت حركة “حماس” موافقتها الأولية على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، مما يفتح نافذة أمل لإنهاء صراع مستمر منذ 21 شهرًا. هذا الإعلان يأتي وسط جهود وساطة بقيادة مصر وقطر لتسهيل المحادثات ووضع أسس سلام مستدام. ومع ذلك، تبقى العقبات قائمة، خاصة مع إصرار إسرائيل على مطلب نزع سلاح الحركة.
أكدت “حماس”، عبر موقعها الرسمي، أنها أكملت مشاوراتها الداخلية مع الفصائل الفلسطينية وقدمت ردًا إلى الوسطاء بنبرة “إيجابية”. كما أبدت استعدادها للدخول في مفاوضات عاجلة لتطبيق المقترح، الذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن ومناقشة إنهاء النزاع. ومع ذلك، أشار مصدر فلسطيني إلى بعض التحفظات التي تبديها الحركة بشأن آليات توزيع المساعدات الإنسانية، فتح معبر رفح، والتوافق على جدول زمني محدد لانسحاب القوات الإسرائيلية.
تلعب مصر وقطر دور الوسيط في هذه المحادثات المعقدة. ونقل مسؤول مصري أن رد حماس يظهر بوادر إيجابية لكنه يتطلب مزيدًا من النقاش. من جهة أخرى، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤلًا مشروطًا بإمكانية الوصول إلى اتفاق قريب. ومع اقتراب اجتماع ترامب برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في واشنطن خلال الأسبوع المقبل، يبقى الموقف الإسرائيلي غير واضح. وعلى الرغم من إصراره على نزع سلاح “حماس”، لم يصدر نتنياهو أي تعليق رسمي بشأن المقترح، ما يزيد الترقب الدولي.
أما على الأرض، فلا تزال غزة ترزح تحت وطأة التصعيد العسكري العنيف. خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أفادت السلطات الصحية المحلية بمقتل 138 فلسطينيًا نتيجة ضربات إسرائيلية، من بينها غارة قاتلة على مخيم في خان يونس أودت بحياة 15 نازحًا. وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال عن استهداف أكثر من 100 موقع في القطاع بينها منشآت عسكرية تابعة لحماس. وسط هذا الدمار، تُنقل مأساة الناجين مثل ميار الفار البالغة من العمر 13 عامًا، التي فقدت شقيقها برصاص الاحتلال أثناء محاولته الحصول على مساعدات.
وفي تل أبيب، نظمت عائلات الرهائن مظاهرة أمام السفارة الأمريكية مطالبة ترامب بالإسراع بتنفيذ الاتفاق الذي قد يشمل إطلاق سراح 20 رهينة حية وتسليم جثث 18 آخرين. الجدير بالذكر أن المقترح يقضي بأن يتم الإفراج عن 10 رهائن خلال فترة التهدئة التي تمتد لـ60 يومًا.
منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، تصاعدت عمليات القصف الإسرائيلية بشكل غير مسبوق على غزة، مما خلف أكثر من 57,000 قتيل وتسبب بنزوح غالبية السكان. وبينما يقترب موعد المحادثات المرتقبة في واشنطن، يبقى السؤال الأهم: هل سيكتب لهذا المقترح النجاح لإنهاء دوامة العنف أم أن التعقيدات المتعلقة بنزع السلاح وضمان المساعدات الإنسانية ستظل عقبة كبرى أمام تحقيق السلام؟